قال تَعالى : (( وَقَالَ رَبُّكمُ ادْعُونِي أستَجِب لكُمْ إنَّ الذينَ يسْتكْبِرُونَ عَنْ عِبَادتي سَيَدخُلُونَ جهنَّمَ داخِرِين )) غافِرِ 60 ,
بسمِ الله الرّحمن الرِحيمَ .. وِ الصلاةُ والسّلام على أشرِفِ الأنبيَاءِ وِ المُرسلين ,
سيّدنا مُحمد وَعلى آلهِ وصحبه أجمعِين .. أمّا بعد ♥ :
أرِيدُ أن اوِصِل رِسَالةً رَاقية , لتُوضّح معنىَ الدُعاءِ وِ عظمتَه ..
يُحكى أنّه شخصَ بعيدٌ عنَ اللهِ كثيَرِا , والعياذُ بالله !! لا يعبدُه كثيرَاً , وَلا يدعُوه حتّى , ويُؤخر صَلاته,
ولديهِ طبعاً عائِلتهُ وأولادهُ وأسرَته .. الذِي يتحمّلُ حاجيَاتهم ♥
ومرَةً أصيبَ بِفقرٍ , لم يكن يمِلِكُ مالاً , حيثُ أنّه يستنجِدُ من حُوله .. ولا يجُد منهمَ مُساعَدةً وِلا شيء !
فشَكى حالهُ لِشيخٍ في حارِتهِ , وِقال أنّي أريدُ المال , فسَاعدنِي , طلبتُ النَّاس فلم يُعطوني
فقال لهُ الشيخَ : لن أُعطيكَ ولا قِرشَاً واحِداً , فقال الرَّجلُ مُندهِشاً : ولماذا ؟!
فقال الشَّيخُ : لأنهُ هناكَ أحد لدِيهِ النّعمة وِ المال , وهُوِ سيعطِيكَ إذا طلبته ..
فقال الرَّجلُ بفرَحة : ومن هذا الشَّخص ؟ أخبرنِي عُنوِانه .. والوقتُ المناسِب لزِيارتَه ,
فقال الشَّيخ : الوقتُ المناسِب لزِيارتهِ هُو الليلة , السَّاعة الثالثة والنصَف ليلاً , حيثُ نصف النّاس نِيام ,
فاسَتغربَ الرَّجلُ وقال : ماذا !! السّاعة الثالِثة ليلاً , سيكُون نائم ♥
فقال الشَّيخ : لا , لن يكُوِن نائماً .. سيُعطيكَ ما أنت تُرِيده ,
فقال الرَّجل : هيا أخبرنِي عُنوانه .. فقال الشّيخَ : لا , لا له عنَوان .. تطلبُ منه وأنتَ في بيتك !
قال الرَّجل بدَهشه : حقّاً ! كيف ذلك , وأولاً أخبرنِي من هو ؟ فقالَ الشيخ : إنه الله عزِ وَجل , إدعوهُ فيستِجبَ لكم , في السَّاعة الثالثة ليلاً قبل الفجر , يكُوِن حاضراً للسمَاءِ الدنيَا , فيقُول : هل من يدعُوني فاستِجب لهُ ؟ وهل من مُستغفرٍ فأغفرُ ذنبه ؟
فقال الرَّجل : حسناً.. أخبرِني الطرَيقة , فأنا مُحتااااج !!
فعلمهُ الشيخُ كيف يُصليَ صلاةَ الوترِ وِ يدعُوا , فعاد الرَّجلُ فرحاً لمنزلهِ , حيثُ أنه سيطلب من رّب العباد , وليسَ أناساً فقط ♥
وفيَ الساعة الثالِثة ليلاً توَضأ الرَّجلُ , وبدَأ يُصلي صلاة الوَتر لأولِ مرةٍ في حياته , وكان يبكيَ بخشوعٍ ويطلبُ من الله نعمته وِ مالاً يُغنيه ,
وبعدَ إنتهاءِ الرَّجل , همّ بقرِاءةِ القُرِآن .. فذهبَ لمخزنهِ القدييم , وذهب ليُحضر القرِآن .. كانت الصفحاتُ تملأه الغُبار .. لقد هُجر منذ زمن
فأخذه , وبينمَا هو يُبعد الغبار عنِ الصفحات , إذ يفتحُ صفحةً .. ويجدُ مئاتٍ الرّيالاتِ كثيرة مُوضوعه في إحدى الصَفحات , كان قد تركَها هُنا منذ زمنٍ طوييييل !!
فأخذَها وهُو يبكي , لقد استَجاب الله دعاءَهُ , فَأصلح حياتهُ واهتَدى ,
وكانَ من بعدِ هذا اليُوم , لا يتركُ صلاةً ولا عبادةً إلا فعلها بِوقتِها ♥
أرِأيتمُ يا أحبتي ؟ ماذا لو نطلبُ الله الليلة فِي خُشوع .. إنّ الوقت الذي ينزِلُ الله ويقول : هل من داعيَ استجبُ له ؟ وهل من مُستغفرٍ فأغفِرُ ذنبه له ؟ لندعُوِا الله بتلكَ السَّاعةِ العظيمة , وفي كلّ وقت ..
في السرّاء , والضرّاء .. في الحَاجة وغيرِ الحاجة ♥
أختي وِ أخي , إذا قُمت/يَ الليل في السَّاعة المُتأخره .. فصلّ/يَ صلاةَ الوِترِ , وأدعوِ/وأدعي الله بما تريده / تريدينُه ,
وِإذا ليس بقدرتك الإستيقاظ , فاسَتغفر/يَ اللهَ بِفراشكِ ..
وِدعوتكِ لن تُرد .. لا تقول/يَ الله لم يتسجِب دُعائي ♥
- إمّا أن الله سيستجيبُ الدعاء يوماً ما ,
- وِإمّا أن يكُون بدلاً من خطرٍ لكِ فيحميكِ الله من الخَطر ..
- وإمّا يكُون حسناتٍ لكِ يومَ القيامة ..
ما أيسَر الدّين , لِندعُوِا الله طوَال وقتِنا أخوَاني المُسلمين ,
قال تعَالى : (( وَإذا سَألكَ عِبَادي عَنّي فإنِّي قَرِيب أُجيبُ دَعوة الدَّاعِ إذَا دعَانِ فلْيستَجِيبُوا لي وليؤمِنُوا بِي لعلَّهم يَرشُدونَ )) ,
أتمنّى أن تستفِيدُوِا بشكلٍ عام , كلّ الودِ يا إخوَاني المؤمنَين ♥
وِالسلامُ عليكم ورحمَة الله وبرَكاته ,